خشونة الركبة:
هناك شكوى مشهورة في عيادة العلاج الطبيعي والعظام، ألا وهي ألم في الركبة أو الركبتين.
بعد فترة سكون من الجلوس لفترة طويلة أو النوم، ثم يبدأ الألم مع بدء القيام والحركة، وأن هذا الألم يصاحبه ورم وصوت طقطقة في المفصل بعد سن الأربعين، ويبدأ عند بعض الناس بعد سن الخمسين رجالاً و نساءً.
- ماهية المفصل:
المفصل هو سطح أملس ناعم يتحرك على سطح ناعم أملس آخر بفعل انقباض العضلات المحيطة، وهذا السطح هو الغضروف المغطي للعظام حتى لا يحدث احتكاك عند الحركة وفقد للطاقة المحركة.
بالاضافة إلى أنه يجب ألا يغيب أن معدل الاحتكاك بين أسطح المفاصل هو أقل معدل معروف بين أي سطحين ولا يماثله شيء «صنع الله الذي أتقن كل شيء»، «هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه»، وهذه الأسطح الناعمة جهّز الله لها مواد لتشحيمها، وهو سائل زلالي ذو صفات كيميائية وطبيعية خاصة، كما أن السطح الغضروفي هذا له صفات ميكانيكية مناسبة للحركة والأوزان والضغوط الواقعة عليه.
و مع مرور السنوات والإجهاد المستمر، خاصة عند أصحاب الوزن الثقيل، ولأسباب أخرى بعضها معلوم والآخر مجهول، تبدأ هذه الأسطح الملساء فائقة النعومة في التغيير، ويتبدل لونها الأزرق الفاتح اللامع إلى لون يميل إلى الإصفرار ويفقد لمعته وبريقه.
ويصبح بالتدريج خشنًا بحيث يحدث احتكاك عند الحركة، ومع تكرار الاحتكاك يسقط شظايا وبقايا خلايا غضروفية ومكوناتها التي تثير غشاء الركبة الداخلي، ويهيج مسببًا موجة من الالتهابات يظهر فيها الألم وبعض التورم وصوت الخرفشة مع الحركة، ويبدأ المريض في سؤال الأطباء في العيادة والبحث عن السبب بعد أن يشخص الحالة «خشونة الركبة»، وهو من أكثر الأمراض شيوعًا، ودائمًا أشبّه هذا المرض بأنه مثل شيب الشعر، وهذا لا يجافي الحقيقة، غير أنه مصحوب بألم مما يدفعنا إلى الأطباء سائلين العلاج.
أسباب خشونة الركبة:
من أهم أسباب مرض خشونة الركبة
- كبر السن، إذ تقل كفاءة ومقدرة الغضروف وزيادة الوزن الذي يؤدي إلى زيادة الضغط والوزن الواقع على الركبة، ولقد وجد أن زيادة الوزن كيلوجراما واحدا يؤدي إلى زيادة الضغط على الركبتين بمقدار 3-4 كيلوجرامات.
- وجود العامل الوراثي، فعند وجود طفرات جينية معينة قد يزيد ذلك من زيادة الإصابة بخشونة الركبة.
- خشونة الركبة تزداد عند النساء عند بلوغهن أكثر من 50 عامًا، وتزداد خشونة الركبة أيضا عند أصحاب المهن التي تتطلب الحركة الكثيرة، كرفع الأوزان الثّقيلة، إذ يؤدي ذلك إلى الضغط المتواصل على الركبة، مما يعرضها بشكل أكبر للإصابة بالخشونة.
- في معظم الحالات لا يوجد سبب مباشر لخشونة الركبة، فلابد من تسكين الألم عن طريق إعطاء المريض المسكنات ومضادات الالتهابات.
نصائح وعلاج للمرض:
ويعد العلاج الطبيعي من أهم العلاجات لخشونة الركبة عن طريق وسائل العلاج الطبيعي المتعددة، مثل الموجات الفوق الصوتية والنبضات الكهربية القاتلة للألم، والتمرينات العلاجية لتقوية العضلة الأمامية والعضلات المحيطة بالمفصل، ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تقوية العضلات المحيطة بالمفصل من أهم العلاجات؛ لأنه كلما زادت قوة العضلات قل الألم، إذ إن هذه العضلات تعمل مسندا وداعما قويا للمفصل.
وأشار إلى أن تخفيف الوزن عند المرضى الذين يعانون من السمنة من العوامل الرئيسة في علاج خشونة الركبة؛ لأنه كلما زاد الوزن كلما زادت درجة الخشونة وزاد الألم؛ وذلك بسبب الضغوط الزائدة التي تقع على الركبة.
- هناك بعض النصائح التي لابد من اتباعها حتى لا تزداد درجة الخشونة وبالنتيجة زيادة الألم، مثل .
- تجنب وضع القرفصاء أو استخدام الحمام البلدي، وعدم استعمال الدراجة الثابتة أو المتحركة، والبعد عن الوقوف لفترات طويلة وكثرة صعود السلم وهبوطه.
- لابد من المشي يوميًا لمدة نصف ساعة إلى ساعة تقريبًا لتحسين الدورة الدموية، وعمل تمرينات تقوية للعضلات المحيطة لمفصل الركبة، خاصة العضلات الأمامية تحت إشراف أخصائي علاج طبيعي.
منقول للدكتور سيد طنطاوي الأستاذ المشارك في العلاج الطبيعي من الجامعة الأهلية